بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. الحمد لله الذى نور بكتابه القلوب . وأنزله فى أوجز لفظ وأعجز أسلوب . فأعيت بلاغته الحكماء ... وأعجزت حكمته الحكماء ... وأبكمت فصاحته الخطباء ... وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد .. يحى ويميت وهو على كل شئ قدير .
وأشهد أن سيدنا وقائدنا ورائدنا , المبعوث رحمة للعالمين , والسراج المنير , صاحب المقام المحمود , سيد الخلق , سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
وبعد أخوة الايمان والاسلام , أحييكم بتحية الاسلام السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته , وأسأل الله عزوجل أن يمن علينا بقلوب خالصة لوجه الكريم .
اليوم ان شاء الله تبارك وتعالى وقدر مع " وصف المؤمنون والمؤمنات فى كتاب الله "
قال سويد الازدى - رضى الله عنه – كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوصى جماعة من أصحابه فقال : " لا تجمعوا ما لا تأكلون , ولا تبنوا ما لا تسكنون , ولا تتنافسوا فى شئ أنتم عنه غدا زائلون , واتقوا الله الذى اليه تحشرون , وعليه تعرضون , وارغبوا فيما أنتم عليه تقدمون وفيه تخلدون "
فيجب علينا أخا الاسلام أن نكون مؤمنين حقيقة لأن هذه هى صفات المؤمنين , ويجب علينا أن نأكد ايماننا بالأفعال قبل الأقوال , وأن نحذر أن نكون من الذين قالوا : " أمنا بالله وباليوم الأخر وما هم بمؤمنين , يخادعون الله والذين أمنوا وما يخدعون الا أنفسهم وما يشعرون , فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا , ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون " وحتى لا نكون من الذين قال الله فيهم أيضا : " الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا " وقد وصف الله المؤمنين فى سورة المؤمنون , فقال عزوجل : " قد أفلح المؤمنون , الذين هم فى صلاتهم خاشعون , والذين هم عن اللغو معرضون , والذين هم للزكاة فاعلون , والذين هم لفروجهم حافظون , الا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فأنهم غير ملومين , أولئك هم الوارثون , الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون "
فاذا تحلينا بهذه الصفات التى وصف الله بها عبادة المؤمنين نستحق أن نكون من الذين قال الله فيهم : " وبشر الذين أمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم " اللهم بشرنا بالجنة عند الموت يارب العالمين
نحن فى هذا الزمن ما أحوجنا الى أن نتحلى بصفات المؤمنين ونترك اللهو ولا نستمع الى الشعرات التى يرددها الغرب عن التقدم والعولمه والمشكلة أننا نسير وراء هذه الشعرات ونجد الشباب يلهو ويقولك ياعم خالينا مشيين على الموضة , ونجد الفتيات يرتدين الثياب التى لا تليق أبدا بفتاة مسلمة , ونسمع من تقول من الفتيات هى دى الموضة , لعن الله هذه الموضة التى توصلنا الى جهنم , وأسأل الله لنا ولهم الهدايه .
• قالوا الغرب قلت صناعة وسياحة ومظاهر تغرينا
• لكنه خاو من الايمان لا يرعى ضعيفا أو يسر حزينا
• الغرب مقبرة المبادئ لم يزل يرمى بسهم المغريات الدينا
• الغرب مقبرة العدالة كلما رفعت يدا أبدى لها سكينا
• الغرب يكفر بالسلام وأنما بسلامه الموهوم يستهوينا
• الغرب يحمل خنجرا ورصاصة فعلام يحمل قومنا الزيتونا
• كفر واسلام فأنى يلتقى هذا بذالك أيها اللاهون
ويجب علينا أيها الاخوة الاحباب , أن نعمل بوصية المصطفى صلى الله عليه وسلم , لأننا فى أحوج شئ اليها وهى :
أولا : ( لا تجمعوا ما لا تأكلون ) أى يجب علينا أن لا نكون من هواة جمع المال , الذين لا هم لهم الا أن يكونوا من ملاك الدنيا , مع أنهم لو عرفوا حقيقة الدنبا لزهدوا فيها , ولكانوا من أبناء الاخرة التى لا دوام للنعيم الا فيها , فتأكدوا يأخوانى أن الدنيا لا محالة زائلة , فعلام نتعلق ونتمسك بها " وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور "
ثانيا : ( ولا تبنوا ما لا تسكنون ) فيجب أن لا نكون من الذين يريدون زينة الحياة الدنيا , ويريدون أن يضعوا أيديهم على أكبر المساكن وأجملها على حساب غيرهم , وحسبنا ما يسترنا ويحفظ أقواتنا , ويجب علينا أن نبنى للأخرة لأنه :
• لا دار للمرء بعد الموت يسكنها الا التى كان قبل الموت يبنيها
ثالثا : ( ولا تتنافسوا فى شئ أنتم عنه غدا زائلون ) أى يجب علينا أن لا نكون من المتنازعين بسبب حطام الدنيا الزائل لا محاله , ويجب أن نتنافس ونتسابق فى عبادة الله , " واعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر فى الأموال والأولاد "
وقد خاطب الله الدنيا فى صحف اباهيم وموسى عليهم السلام بقوله " يادنيا ما أهونك على الأبرار , الذين تزينت لهم , انى قذفت فى قلوبهم بغضك والصبر عنك ... وما خلقت خلقا أهون على منك ... انى قضيت عليك يوم خلقتك أن لا تدومى لأحد , ولا يدوم لك أحد "
فتذكر أخا الاسلام ذالك جيدا ( وازهد فى الدنيا يحبك الله , وازهد فيما عند الناس يحبك الناس ) واعلم :
• أن لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
• نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحى وطنا
• جعلوها لجة واتخذواصالح الأعمال فيها سفنا
فكن أخى المسلم من هؤلاء الفطناء السعداء , مع ملا حظة أنه : " ليس الزاهد من لا مال عندة , ولكن الزاهد من لم يشغل المال قلبة , حتى وان كان عنده أموال مثل أموال قارون "
رابعا : ( وارغبوا فيما أنتم عليه تقدمون , وفيه تخلدون ) أى يجب علينا أن نرغب فى فعل الأعمال الصالحة التى سوف نجدهاعند الله , " يوم لا ينفع مال ولا بنون , الا من أتى الله بقلب سليم " فذكر ذالك ياأخى جيدا واعلم أن :
• زخارف الدنيا أساس الألم وطالب الدنيا نديم الندم
• فكن خالى البال من أمرها فكل ما فيها شقاء وهم
• الدرع لا تمنع سهم الأجل والمال لا يدفعه ان نزل
• وكل ما فى عيشنا زائل لا شئ يبقى غير طيب العمل
فجعل أخى المسلم حديثك مع الدنيا كحديث سيدنا على – رضى الله عنه – عندما أرادت الدنيا اغراءه والوصول الى قلبه فقال لها :" غرى غيرى , ألى تعرضتى , أم الى تشوقتى ... هيهات هيهات ... قد با ينتك ثلاثة لا رجعة فيها ... فعمرك قصير ... وخطرك حقير " هذا هو جزاء الدنيا يأخى المسلم , فاختار لنفسك الطريق اما الدنيا أو الأخرة .
وفى الختام أسأل الله سبحانه وتعالى , أن يعلمنا ما ينفعنا , وينفعنا بما علمنا
كما أسأله أيضا أن يجعل أعمالنا خالصة لوجه الكريم
وهذا ما أعلمه فان كان خيرا فمن الله المنان , وان كان نقص فمنى ومن الشيطان
والى اللقاء في حلقات أخرى , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته