الداعى الى الله
عدد المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 30/03/2009
العمر : 34
وظيفتك : طالب اكاديمي
المزاج : العلم والتعليم
| موضوع: من وصايا الرسول " الخوف من الجليل,والعمل بالتنزيل,والاستعداد ليوم الرحيل السبت مايو 02, 2009 12:00 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. الحمد لله الذى أذل بالموت رقاب الجبابرة , الحمد لله الذى أنهى بالموت حياة القياصرة , فنقلهم بالموت من القصور الى القبور , ومن ضياء المهود الى ظلمة اللحود , ومن ملاعبة النساء والغلمان الى مقاساة الهوان والديدان , ومن التنعم فى الطعام والشراب الى التمرغ فى الوحل والتراب . • الشمس والبدر من أنوار حكمته والبر والبحر فيض من عطاياه • الطير سبحه والوحش مجده والموج كبره والحوت ناجاه • والنمل تحت الصخور الصم قربه والنحل يهتف حمدا فى خلاياه • والناس يعصونه جهرا فيسترهم والعبد ينسى وربى ليس ينساه وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه , بلغ الرساله , وأدى الأمانه , ونصح الأمه , وكشف الله به الغمه , وجاهد فى الله حق جهاده حتى أتاه اليقين , الذى قال " وكل نبى كانت له دعوه عجل بها فى الدنيا , أما أنا فقد خبئت دعوتى شفاعة لأمتى يم القيامة " أو كما قال صلى الله عليه وسلم . وبعد أخوة الايمان والاسلام , أحييكم بتحية الاسلام السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته , وأسأل الله عزوجل أن يمن علينا بقلوب خالصة لوجه الكريم . اليوم ان شاء الله تبارك وتعالى وقدر مع وصية جليلة وعظيمة جدا ألا وهى " الخوف من الجليل , والعمل بالتنزيل , والاستعداد ليوم الرحيل " هناك عدة عناصر تصف التقوى : أولا :" الخوف من الجليل " فالجليل هو الله سبحانه وتعالى , ويجب علينا أن نكون على خوف منه الى يوم أن نلقاه , لانه سبحانه وتعالى هو الذى يعلم حقيقة كل واحد منا , ويعلم ما نخفى وما نعلن , وهو الذى يعلم اذا كان فلان تقيا أم لا , فهو القائل سبحانه وتعالى " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى " صدق الله العظيم . وفى الحديث القدسى , يقول الله تبارك وتعالى : " لا أجمع على عبدى خوفين , ولا أجمع له أمنين , اذا أمننى فى الدنيا أخفته يوم القيامة , واذا خافنى فى الدنيا أمنتة يوم القيامة " رواه ابن المبارك والحديث معناه كما جاء فى شرح " الاتحافات السنية فى الأحاديث القدسية " أن الله تعالى لا يجمع على عبدة خوفين أوأمنين , فمن خاف الله فى الدنيا وبعد عن الذنوب والمعاصى , أمنه الله يوم القيامة , فينجيه يوم القيامه من عذاب النار ومن أهوالها , وكذالك من أمن عذاب الله فى الدنيا , ولم يبعد عن الذنوب , أخافه الله يوم القيامة وأذاقه عذاب النار . فاذا خفنا من الله ومن عذاب الله , يجد الانسان نفسه يبعد عن الذنوب والمعاصى أتوماتيكيا . قال القرطبى : فمن استحى من الله تعالى مما يصنع فى الدنيا , استحى الله عن سؤاله يوم القيامه , ولم يجمع عليه حيائين كما لم يجمع عليه خوفين . وأما العنصر الثانى فى وصف التقوى هو : " العمل بالتنزيل " فالمراد بالتنزيل هو القرأن الكريم الذى أنزله الله تبارك وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم , لكى يكون دستورا دائما للأمه , ومنهاجا قويما , ينفذ كل ما فيه من أوامر , ويجتنب ما فيه من نواهى , الى أن يرث الله الأرض ومن عليها , ولكن الأمه تعيش هذه الأيام أسوء حالاتها وذالك بسبب بعدنا عن كتاب الله , وعدم العمل بما فيه , يقول المولى عزوجل " ان الحكم الا لله " ونحن نذهب ونحتكم لغير كتاب الله لذالك أذلنا الله لأحقر خلقه وهم اليهود أحفاد القردة والخنازير . روى الترمذى , وقال حديث صحيح , : عن ابى هريرة - رضى الله عنة – عن النبى – صلى الله عليه وسلم- قال " يجئ صاحب القرأن يوم القيامة , فيقول : يارب حله , فيلبس تاج الكرامة , ثم يقول : يارب زده , فيلبس حله الكرامة , فيقول : يارب ارضى عنه , فيرضى , فيقول له : اقرأ وارتقى فان منزلتك عند أخر ايه تقرئها " فاذكر أخا الاسلام كل هذا حتى نكثر من تلاوة القرأن بتدبر … وحتى نكون ان شاء الله من العاملين به فى كل مكان كنا فيه … حتى يكون القرأن حجة لنا لا حجة علينا . يقول عزوجل فى كتابه العزيز :" ان الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة , وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية , يرجون تجارة لن تبور , ليوفيهم أجورهم , ويزيدهم من فضلة , انه غفور شكور " صدق الله العظيم ولهذا كان من التقوى أن نعمل بالتنزيل , لأنه كما عرفنا :" أن كتاب الله فيه نبأ من قبلكم , وخبر ما بعدكم , وحكم ما بينكم , هو الفصل ليس بالهزل , من تركة من جبار قصمه الله , ومن ابتغى الهدى فى غيرة أضله الله , وهو حبل الله المتين , وهو الذكر الحكيم والصراط المستقيم , لا تزيغ به الأهواء , ولا تلتبس به الألسنه , ولا يشبع منه العلماء , ولا يخلق على كثرة الرد , ولا تنقص عجائبه , وهو الذى لم تنته الجن اذا سمعته حتى قالوا " انا سمعنا قرأنا عجبا , يهدى الى الرشد " من قال به صدق , ومن عمل به أجر , ومن حكم به عدل , ومن دعى اليه هدى الى صراط مستقيم " حديث شريف رواه الترمذى . وأما العنصر الثالث فى وصف التقوى : هو " الاستعداد ليوم الرحيل " الى الله تبارك وتعالى , وهو كذالك من أهم ما يجب علينا أن نلاحظة , ونكون على أتم الاستعداد لأستقبال هذا اليوم , لأنه أت أت لا ريب فيه عاجلا أم أجلا . • أيا عبد كم يراك الله عاصيا حريصا على الدنيا وللموت ناسيا • أنسيت لقاء الله واللحد والثرى ويوما عبوسا تشيب فيه النواصيا • لو أن المرء لم يلبس ثيابا من التقى تجرد عريانا ولو كان كاسيا • وخير لباس المرء طاعة ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيا • ولو أن الدنيا تدوم لأهلها لكان رسول الله حيا باقيا فلتثبت هذه الحقيقة فى قلوبنا وعقولنا , فالموت كما رأينا وكما هو معلوم لنا جميعا حق لا ريب فيه , ولا مفر منه , " الموت الموت ... ليس منه فوت ... ان أقمتم أخذكم ... وان فررتم أدرككم ... الموت معقود بنواصيكم " والموت أخوة الايمان والاسلام يفاجئ العباد , ولن يكون هناك موعد محدد بيننا وبينه , فأسأل الله عزوجل أن يوفقنا لعمل صالح , ثم يقبضنا عليه حتى يحسن ختامنا . وصدق الله العظيم , فهو القائل " أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة " وقال عز من قائل " ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث , ويعلم ما فى الأرحام , وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا , وما تدرى نفس بأى أرض تموت " الهم انى أسألك ان تمن علي بالشهادة فى سبيلك يارب العالمين , وقال الله تعالى " فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " صدق الله العظيم لذالك أخوة الايمان ةالاسلام , كان من الخير , أن يكون الاستعداد للموت من جانب الانسان الصغير والكبير , لان الموت يفاجئ العباد , فقد يقول قائل أن النبى – صلى الله عليه وسلم – قال " أعمار أمتى ما بين الستين والسبعين " فيظل يلهو ويلعب ويقول عندما يصل عمرى الى ستين سنه أتوب الى الله , وما يدريك أنك تصل الى هذا العمر , فنحن نرى أمام أعيننا شباب لم يبلغوا العشرين من عمرهم , ويتوفاهم الله , لأن الموت الأن لا يفرق بين صغير أو كبير , ولا شاب ولا فتاة , لأن ذالك من علامات الساعة , فلا بد أن نكون على استعداد لأستقبال الموت فى أى لحظة , فاذا ما لنتهت حياة الانسان وهو على الطاعة , يكون فرحا بلقاء ربه سبحانه تبارك وتعالى , كبلال رضى الله عنه , فقد روى أنه وهو يحتضر , كانت ابنته تبكى بجواره وتقول : وابتاه , واكرباه , واحزناه ... فزجرها وقال لها " لا تقولى ذالك , لا كرب على أبيك بعد اليوم , اليوم نلقى الأحبه , محمد وحزبه " وأذكر هذه الأبيات لنفسى , ولكل انسان صغيرا وكبيرا:- • تزود من التقوى فانك لا تدرى اذا جاء ليل هل تعيش الى الفجر • فكم من صحيح مات من غيرسقم وكم من سقيم عاش حينا من الدهر • وكم من صغار يرتجى طول عمر هم وقد دخلت أجسادهم ظلمة القبر • وكم من فتى يمسى ويصبح لاهيا وقد نسجت أكفانه وهو لا يدرى • وكم من عروس زينوها لزوجها وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر وفى الختام أسأل الله سبحانه وتعالى , أن يعلمنا ما ينفعنا , وينفعنا بما علمنا كما أسأله أيضا أن يجعل أعمالتا خالصة لوجه الكريم وهذا ما أعلمه فان كان خيرا فمن الله المنان , وان كان نقص فمنى ومن الشيطان والى اللقاء في وصايا أخرى , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|
ALYA
عدد المساهمات : 91
تاريخ التسجيل : 12/03/2009
| موضوع: رد: من وصايا الرسول " الخوف من الجليل,والعمل بالتنزيل,والاستعداد ليوم الرحيل الثلاثاء مايو 05, 2009 10:38 pm | |
| رائع يا محمد ربنا يقوى ايمانك | |
|