هيئة علماء السودان تفتي بعدم جواز حضور البشير القمة العربية بالدوحة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ذكرت وسائل إعلام سودانية حكومية ان هيئة علماء السودان افتت بعدم جواز سفر الرئيس السوداني عمر حسن البشير الى قمة عربية في الدوحة في نهاية مارس الجاري وهي فتوى قد تتيح له مخرجا من الرحلة المحفوفة بالمخاطر.
كما شهدت العاصمة السودانية الخرطوم اليوم اعتصامات شعبية حاشدة لمطالبة البشير بعدم السفر لقطر حفاظا على سلامته.
ويجازف البشير بان يعتقل اذا غادر السودان لان المحكمة الجنائية الدولية أصدرت امر اعتقال بحقه في وقت سابق من هذا الشهر بسبب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور.
وبعد قليل من قرار المحكمة الجنائية الدولية قالت الحكومة السودانية ان البشير سيتحدى امر الاعتقال بالتوجه الى قمة الدوحة واكدت الخرطوم الزيارة لاحقا بقبولها رسميا دعوة من الحكومة القطرية.
لكن عددا من كبار المسؤولين السودانيين اصدروا بيانات في الايام الاخيرة تثير شكوكا بشأن الحكمة من الرحلة مما اثار تكهنات بأنهم يمهدون الطريق امام قرار بارسال ممثل اخر بدلا من الرئيس.
وقال المركز السوداني للخدمات الصحفية ان هيئة علماء السودان واسعة التأثير اصدرت بيانا في وقت متأخر من مساء يوم السبت قالت فيه ان البشير يجب الا يسافر.
والحكومة ليست ملزمة بفتاوى هيئة العلماء لكن الهيئة تحظى باحترام واسع النطاق في السودان ولها سلطة حقيقية.
واوضح البيان ان الهيئة نصحت البشير في فتوى بقولها "لذا نرى أن الدواعي قد تضافرت على عدم جواز سفركم لهذه المهمة التي يمكن أن يقوم بها غيركم."
وجاء في الفتوى "انه مما لا يخفى عليكم أن الاعداء تتربص بكم وببلادكم ودينكم" وساقت سوابق من التاريخ عندما قرر القادة والقوات الاسلامية التزام الحذر كأفضل خيار في حملاتهم.
وقطر ليست عضوا بالمحكمة الجنائية الدولية وليس عليها التزام قضائي لاعتقال الرئيس اذا دخل اراضيها. وكان لويس مورينو اوكامبو رئيس الادعاء في المحكمة قد حذر في الماضي من ان اي طائرة تقل البشير في المجال الجوي الدولي قد يجري اعتراضها رغم ان المحكمة ليس لديها جهاز انفاذ خاص بها.
وابلغ المتحدث الرئاسي السوداني محجوب فاضل ان الحكومة تحترم الهيئة لكنها ليست ملزمة بفتاواها. واوضح ان من السابق لاوانه القول ما اذا كان البشير سيسافر الى قطر موضحا ان هذا القرار سيتخذ على اعلى مستويات في الحكومة. وقال فاضل في وقت سابق ان الترتيبات الامنية وضعت في حال قيام البشير بالرحلة.
إلى ذلك ، رفضت الخرطوم بشدة تصريحات المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو و التى اتهم فيها الرئيس السودانى عمر البشير بإبادة المدنيين فى مخيمات اللاجئين بإقليم دارفور بطرده المنظمات غير الحكومية الدولية من هذه المنطقة.
وكان اوكامبو قد قال فى تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية " انه "بمنعه الان المساعدة الدولية. فانه يثبت انه يقوم بابادة هؤلاء الاشخاص. هذا ما يجعل من الضروري توقيف البشير لوقف هذه الجرائم داعيا إلى توقيف البشير ما ان يغادر السودان.
وكان البشير قد قام بطرد 13 من كبرى المنظمة الدولية غير الحكومية الناشطة في دارفور واتهمتها بالتعامل مع المحكمة الجنائية الدولية وبالتجسس معلنا ان منظمات سودانية ستحل محل هذه المنظمات غير الحكومية.
وتوزع هذه المنظمات غير الحكومية مساعدات غذائية وتقدم الرعاية الصحية وتسهل الوصول الى المياه لحوالى 7ر2 مليون نازح.
وشارك البشير السبت في افتتح جسر يربط الخرطوم بجزيرة توتي لكنه وفي حدث نادر لم يتطرق في هذه المناسبة مباشرة الى قرار المحكمة الجنائية الدولية او يشر الى مدعيها لويس مورينو اوكامبو. وقال البشير ان الغرب "يريد ان يستعمرنا لكننا نرد بمشاريع تنموية مثل الجسور والطرق والسدود".
وكانت الجامعة العربية والاتحاد الافريقي قد طالبا بدعم من الصين وروسيا مجلس الامن باستغلال سلطته لتعليق لائحة اتهام المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير. وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا انهم لا يرون فائدة من وقف ملاحقته قضائيا.
ويقول خبراء دوليون ان 200 الف شخص على الاقل قتلوا وان 2.7 مليون شخص نزحوا عن ديارهم جراء القتال المستمر منذ نحو ست سنوات في دارفور وهي منطقة صحراوية في الاغلب في غرب السودان. وتقول الخرطوم ان 10 الاف شخص فقط هم الذين قتلوا.
واندلع الصراع عندما حمل متمردون معظهم غير عرب السلاح ضد الحكومة مطالبين بتمثيل افضل واتهموا الخرطوم بتجاهل تنمية الاقليم. وعبأت الحكومة مليشيات معظمها عربية لسحق التمرد وانكرت الاتهامات بأنها ارتكتب ابادة جماعية خلال حملة مناهضة التمرد.