بلغوا عني ولو اية

عدد المساهمات : 91 تاريخ التسجيل : 12/03/2009

يقول صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو اية

وقد تكون بارسالك هذه الرساله لغيرك قد بلغت آيه تقف لك شفيعةً يوم القيامه

واعلم أن الله يراك

اللهم أغفر لقارئها ومرسلها

سكون يخيم على كل شيء.. {انتهى الزمان وفات االأوان}.. صمت رهيب وهدوء عجيب.. ليس هناك سوى موتى وقبور.. صيحة عالية رهيبة تشق الصمت يدوي صوتها في الفضاء.. توقظ الموتى.. تبعثر القبور.. تشق الأرض يخرج منها البشر.. حفاة عراة عليهم غبار.. كلهم يسرعون يلبون النداء.. فاليوم هو يوم القيامة.. لا كلام.. ينظر الناس حولهم في ذهول.. هذه الأرض التي عشنا عليها.. الجبال دكت.. الأنهار جفت.. البحار اشتعلت.. الأرض غير الأرض.. السماء غير السماء.. لا مفر من تلبية النداء.. وقعت الواقعة.. الكل يصمت.. الكل مشغول بنفسه.. لا يفكر إلا في مصيبته.. الآن اكتمل العدد من الإنس والجن والشياطين والوحوش.. الكل واقفون في أرض واحدة..

فجأة تتعلق العيون بالسماء.. إنها تنشق في صوت رهيب يزيد الرعب رعبا.. والفزع فزعا.. ينزل من السماء ملائكة.. أشكالهم رهيبة.. يقفون صفا واحدا في خشوع وذل.. يفزع الناس.. يسألونهم: أفيكم ربنا؟ ترتجف الملائكة.. سبحان ربنا.. ليس بيننا ولكنه آت.. يتوالى نزول الملائكة.. حتى ينزل حملة العرش.. ينطلق منهم صوت التسبيح عاليا.. في صمت الخلائق.. ثم ينظر الله تبارك وتعالى في جلاله وملكه ويضع كرسيه حيث يشاء من أرضه.. وقول سبحانه: {يا معشر الجن والإنس إني قد أنصت إليكم منذ أن خلقتكم إلى يومكم هذا.. اسمع قولكم.. وأبصر أعمالكم..(فأنصتوا إلي).. فإنما هي أعمالكم وصحفكم
تقرأ عليكم.. فمن وجد خيرا فليحمد الله.. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه..

الناس أبصارهم زائغة.. والشمس تدنو من الرؤوس من فوقهم لا يفصل بينهم وبينها إلا ميل واحد.. ولكنها في هذا اليوم حرها مضاعف.. أنا وأنتَ وأنتِ واقفون معهم نبكي دموعنا تنهمر من الفزع والخوف.. الكل ينتظر.. ويطول الانتظار.. خمسون ألف سنة.. ولا شربة ماء.. تلتهب الأفواه والأمعاء.. الكل ينتظر يطلب الرحمة.. البعض يطلب الرحمة ولو بالذهاب إلى النار.. من هول الموقف وطول الانتظار.. لهذه الدرجة؟.. نعم ماذا أفعل؟.. هل من ملجأ يومئذ من كل هذا؟ نعم فهناك أصحاب الامتيازات الخاصة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه.. منهم شاب نشأ في طاعة الله.. ومنهم رجل قلبه معلق بالمساجد.. ومنهم من ذكر الله خاليا ففاضت عيناه..

الأمل الأخير.. ما حال بقية الناس؟ يجثون على ركبهم خائفين.. أليس هذا هو آدم أبو البشر؟ أليس هذا من أسجد الله له الملائكة؟ الكل يجري إليه.. اشفع لنا عند الله.. اسأله أن يصفنا من هذا الموقف.. فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب مثله من قبل.. نفسي نفسي.. فيذهبون إلى موسى فيقول: نفسي نفسي.. وأنت معهم تهتف نفسي نفسي.. فإذا بهم يرون محمد صلى الله عليه وسلم.. فيسرعون إليه.. فينطلق إلى ربه ويستأذن عليه.. فيؤذن له..ويقال: سل تعطى واشفع تشفع.. والناس كلهم يرتقبون.. فإذا بنور باهر.. إنه نور عرش الرحمن..{وَأَشْرَقَتِ الَّشَمْسُ بِنُورِ رَبِهَا}.. ينادي: سيبدأ الحساب.. ينادي فلان بن فلانة.. بأسماء أمهاتنا.. هلم إلى العرض على الله الكبير المتعال.. قمت ولم يقم غيرك.. تضطرب قدمك وجميع جوارحك.. يكسوك الذل والخوف.. يأتي إليك الملائكة.. يمسكون بك من كتفيك يمشون بك في وسط الخلائق الراكعة على أرجلها.. وقد صار تاريخك مكشوفا..وصحيفتك مكشوفة.. وجسدك مكشوف.ز ويذهبون بك لتقف أمام الله لسؤال.. ويبدأ مشهد جديد..

هذا المشهد سأدعه لك أخي ولك أختي.. فكل واحد منا يعرف ما عمل في حياته من خير أو شر..
هل أطعت الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم؟؟..
هل قرأت القرآن الكريم وعملت بأحكامه؟..
هل عملت بسنة نبينا محمد؟..
هل صمت رمضان إيمانا واحتسابا؟..
هل تجنبت النفاق أمام الناس بحثا عن الهشرة؟..
هل أديت فريضة الحج؟..
هل أديت زكاة مالك؟..
هل بررت أمك وأباك؟..
هل كنت صادقا مع نفسك ومع الناس؟..
هل تذكرت قول الله تعالى: {يَومَئِذ تُعرَضُون لاَ تَخفَى مِنكُم خَافِية}؟..
هل كنت صادقا مع الناس؟.. أم كنت تكذب وتكذب وتكذب؟.. هل كنت حسن الخلق أم عديم الخلق؟.. هل وهل وهل.. هناك الحساب يوم القيامة يوم الحسرة والندامة..

أسأل الله الكريم
رب العرش العظيم
أن يجعلنا ممن يظلهم تحت ظله عرشه يوم لا ظل إلا ظله

*اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال*