جهازي الكمبيوتر يمر بحالة حرجة .. فجأة فقد عقله .. و قلبه .. و نبضه ! .. السوفت وير إتمسح .. و الهارد وير باظ ... والحمدلله إن الفيروس أصاب الكومبيوتر ولم يصب جهازي الهضمي ومعدتي الحساسة للغاية و التي ينطبق عليها المثل القائل .. المعدة بيت الداء ... أكيد بياناتي و إبداعاتي و " أسراري " تشعر الآن بالسعادة لأنها غادرتني وتحررت من قيودي !!
سألت كل من أعرف من خبراء تكنولوجيا المعلومات " الآي تي " ... الكل أجمع علي ضرورة فرمطة الجهاز ... بل شرحوا لي فوائد هذه العملية الأشبه بغسيل المخ والتي يرجع بها الكومبيوتر بقدرة قادر زي ما إتولد ... وللدقة أكثر قال أحدهم .. يرجع جهازك " فريرة ".. ويشفي تماما من كافة الفيروسات ومن الملفات و الأحمال المثقل بها و تؤلمه و يشكو منها ... ويصبح سليما معافي ... لم يعلم أحد انني لا أبحث عن الفريرة ... و إنما أبحث عن تفاهم داخلي بيني وبين الجهاز ... أريد أن أتصالح معه ... أريده أن يعيد إليّ ما فقدته بلا فرمطة .. لا أريد أن أعود إلي بطن أمي من جديد .. و أولد من جديد .. و أعيش حياتي التي مضت من جديد ! ..
إذا كان لابد من الفرمطة كي تستمر الحياة ... فلا بأس ... و لكن .. تري من بحاجة إلي فرمطة ... الكومبيوتر أم تاريخنا السري ؟! .. من يحاولون عبثا إختراق مصر في أمنها و إستقرارها .. و من يخططون و يتآمرون عليها .. أم الكومبيوتر ؟ ! .. من يتلقون الوصايا و الأوامر لتنفيذ أجندة من هم غرباء عن الأمة ... من يبحثون عن ادوار علي حساب قضايانا القومية وتضامننا العربي ... أم هذه القطعة الحديدية ؟ !!.. من يستحق العلاج ؟ !... من أصيبوا بالهوس والمرض و امتلأت قلوبهم بالأحقاد و الضغائن وتطاولوا علي مصر.. أم جهازي المسكين الذي لا يحفظ مقالة حتي يصاب بالوهن والتعب ؟ !! ..
من يحتاج إلي فرمطة .. حسن نصر الله .. سباب الصحابة .. عميل إيران .. الخائن لوطنه و أمته !! .. أم جهاز الكومبيوتر ؟ !!
كثر حقا من هم بحاجة إلي فرمطة ... الأمم المتحدة .. ومجلس الأمن ... والشرعية الدولية التي تكيل بمكيالين !! ..
سأفرمط جهازي ... سأجعله يولد من جديد ... و سأبدأ رحلة التخزين ... و أعدكم .. أنني سأستعيد كل بياناتي و إبداعاتي ... وأسراري ... لأنني بصراحة .. عندي نسخة إحتياطي ... تحسبا لهذه الفرمطة .. !!